نبدة عن تخصص الجغرافيا



إن الجغرافيا لم تعد ذلك العلم الذي يهتم بوصف الظواهر وصفا سطحيا بعيدا عن الواقع بل أصبحت ذلك التخصص الذي يتماشى والتطور العلمي الحديث المعتمد على التحليل والقياس والربط واستخدام النماذج والنظريات الحديثة وبذلك صارت في الاتجاه التطبيقي الذي يعرف اليوم بالجغرافيا الكمية والجغرافيا التطبيقية التي ترفض أن تستمر بعيدا عن الانشغالات الكبرى للإنسان وذلك لما تمتاز به الجغرافيا من قدرة على التأقلم مع مختلف العلوم فهي تمثل همزة وصل متينة بين هذه العلوم وهي تسخرها جميعا لخدمتها وتأخذ منها ما يخدمها ويميزها عن غيرها وقد شهدت السنوات الأخيرة تحولات كبيرة في المنهج الجغرافي والمحتوى العلمي وكذلك في الأساليب التي يعتمد عليها في تحقيق الأهداف والأغراض.
ولعل من أسباب هذه التحولات أيضا ما طرأ على المحتوى البشري من تطور كبير حيث اصبح الجغرافيون يعالجون مواضيع لم تكن بالأمس معروفة حتى وكأن المتتبع لأعمال الجغرافيين يلمس ذلك الاهتمام المتزايد بالتركيز على دراسة الظواهر والمواضيع الطبيعية والبشرية المختلفة بطريقة تختلف عما كانت عليه في الماضي بفضل استخدامهم للوسائل الكمية المتقدمة في أبحاثهم استعانة بالإحصاء والإعلام الآلي والرياضيات والنماذج والهندسة والطبيعة والكيمياء.
وكان لذلك التطور في استخدام مثل هذه الوسائل نتائج هامة أسفرت عن دفع عجلة الجغرافيا وجعلها علما يتماشى وعصر التكنولوجيا ،حتى أطلق البعض على هذا التحول في استخدام الوسائل والمناهج مصطلح ( الثورة الكمية في الجغرافيا ) ، وهذه الثورة لقيت ترحيبا كبيرا من الجغرافيين لأن للمنهج الكمي مزاياه كثيرة ولعل أبرزها و أهمها أن النتائج التي يمكن التوصل إليها تكون اكثر دقة بفضل التحليل العلمي لتسلسل الأحداث وهذا التحليل العلمي الجغرافي يبرز النظم التي أثرت في وجود الظواهر المختلفة التي يتعرض لها الجغرافي بالدراسة ، فهو لا يكتفي بالوصف بقدر ما يعتمد على الأسباب التي أنشأت هذه الظواهر......
مواد شعبة الجغرافيا في الجامعات المغربية
وفي الجامعات المغربية تدرس شعبة الجغرافيا حسب تقسيم مشابه تقريبا فمثلا في جامعة ابن طفيل القنيطرة، تتفرع شعبة الجغرافيا إلى فروع منها الجغرافيا الطبيعية والجغرافية البشرية والجغرافية التطبيقية،
الجغرافيا البشرية: يتم من خلالها دراسة ومناقشة فرعين كبيرين يتم تجزيئهما فيما بعد وهما جغرافية المدن أو الحواضر، وجغرافية الأرياف أو القرى. (دينامية المجال الحضري – دينامية المجال القروي) وتندرج تحتهما فروع أخرى تتجزأ حسب الفصول الدراسية
الجغرافيا الطبيعية: وهي تشمل كل الفروع المتعلقة بالطبيعة ونذكر منها جغرافية البيئة والجيولوجيا والبيولوجيا والجيومرفولوجيا والمورفوبنيوية والمناخ وغيرها وتتفرع هذه المواد حسب كل فصل دراسي وتتجزأ حسب التسلسل العلمي لها.
من الناحية التطبيقية: تهتم الجغرافيا بالمجال ألخرائطي بالدرجة الأولى حيث تدرس الجغرافيا الخريطة الطوبوغرافية وكذا الخريطة الجيولوجية وسيميائية الخرائط والصور الجوية، كما أنها انفتحت على العالم الرقمي الجغرافي حيث أصبحت تدرس نظم المعلومات الجغرافية SIG المتمثل في البرامج الإلكترونية مثل Map Info وكذا Arc Gis.
ثم نجد مواد أخرى ثانوية لكنها تعد أساسية وتابعة للجغرافية، تتمثل في مدخل للتاريخ المغربي، وتاريخ المغرب بصفة عامة، ثم المعلوميات واللغة الفرنسية.
تتداخل وتتكامل كل هذه العناصر فيما بينها لتشكل لنا شعبة الجغرافيا طيلة الفصول الدراسية إلى أن يختمها الطالب ببحث ميداني شخصي حول موضوع جغرافي معين يتوج به مساره الدراسي ويصب من خلاله مجموع العصارة الفكرية ومجمل التقنيات والأساليب الميدانية أو النظرية التي استمدها وتلقاها طيلة مساره الدراسي في الجامعة.
بعد الإجازة يمكن للطالب الموجز أن يتابع دراسته بسلك الماستر وبعدها الدكتوراه.

شارك على جوجل بلس

عن المدون

0 التعليقات:

إرسال تعليق